أكد رئيس الوزارء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن الفصائل الفلسطينية التي تحتجز الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط متمسكة بمطالبها للإفراج عنه.
وقال هنية في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية "نؤكد على تشجيع المباحثات بشأن التوصل إلى صفقة مشرفة بشأن تبادل الأسرى، وفصائل المقاومة الآسرة للجندي شاليط متمسكة بمطالبها بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم ونوعيتهم وأسمائهم".
وأضاف أن الفصائل التى تحتجز شاليط "لم تتراجع عما تم التوصل إليه من خلال التفاوض غير المباشر عبر الأشقاء المصريين، لقد صار مؤكدا أن شعبنا وفصائله أحرص من قادة الاحتلال على طي هذا الملف لدواع سياسية وإنسانية".
وتطالب الفصائل التي تحتجز شاليط بالإفراج عن أكثر من 450 معتقلا فلسطينيا من أصحاب الأحكام العالية والمرضى وقادة الفصائل.
جهود التهدئة
معاناة الفلسطينيين في غزة من نقص الوقود تدفعهم لتزويد سياراتهم بزيت الطبخ (الجزيرة)
وبشأن جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل، قال هنية "لقد تابعنا زيارة مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان لإسرائيل، وسوف يتوجه إلى القاهرة في اليومين القادمين وفد من حركة حماس من الداخل والخارج للوقوف مباشرة على نتائج هذه الزيارة".
وأضاف أنه إذا رفض الاحتلال التجاوب مع المبادرة المصرية المدعومة فلسطينيا "فإن الأشقاء في مصر مدعوون من جانب واحد إلى إعادة فتح معبر رفح وكسر الحصار عن شعبنا".
وأوضح أن "مصر ليست وسيطا بل حليفا وداعما لشعبنا وحقوقه الثابتة وبحكم موقعها السياسي والجغرافي فإن أهالي قطاع غزة يعيشون في كنف مصر ويقتسمون مع شعبها المبارك لقمة العيش".
وسترسل حماس وفدا إلى مصر لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع الوسطاء المصريين لإرساء تهدئة مع إسرائيل, وسيغادر الوفد غزة الاثنين.
وتمنع إسرائيل المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي تفرض عليه حصارا منذ 11 شهرا, من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع. وقد تسبب هذا التعنت في وفاة 157 مريضا فلسطينيا.
ويتهدد خطر الموت قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج وإغلاق كافة معابر القطاع منذ عدة أشهر.
استعادة الوحدة
آثار الحصار الإسرائيلي طالت جميع أهالي غزة (الفرنسية)
على الصعيد الداخلي دعا هنية إلى توفير الأجواء التي تسهم في استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتمسك بوحدة الوطن في الضفة والقطاع والتأسيس للحوار والتراضي الوطني الذي لا يستثني أحدا.
ودعا هنية اللجنة العربية المنبثقة عن وزراء الخارجية العرب إلى الاهتمام بالحالة الفلسطينية وبذل ذات الجهد الذي تبذله في الملف اللبناني من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة.
وناشد هنية الشعوب العربية والإسلامية ضرورة التدخل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني "الذي ضرب كل مناحي الحياة الفلسطيني وطال منزل كل أسرة"، مطالبا باتخاذ إجراءات عملية وسريعة "لأن الأوضاع وصلت إلى حد لا يطاق".
وهاجم هنية بشدة خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش أمام الكنيست الإسرائيلي واعتبره بمثابة عداء للشعوب العربية وتجاهل مقصود لمعاناة الشعب الفلسطيني والكوارث التي يعانيها "بفعل السياسية الأميركية المنحازة".